العوامل المؤثرة في النمو اللغوي عند الطفل

النمو اللغوي عند الطفل من القضايا الشائكة التي تثير اهتمام كل أم وكل أب وخاصة مع التطور التكنولوجي الذي أثر بالسلب على تطور القدرات اللغوية عند الأطفال.

ولجوء معظم الأسر إلى استخدام الألعاب الإلكترونية بدلا من الألعاب اليدوية التي تساعد في تنمية مهارات الطفل فأصبحت من أهم العوامل المؤثرة في النمو اللغوي عند الطفل.

العوامل المؤثرة في النمو اللغوي عند الطفل

1- حجم الأسرة:

عدد أفراد الأسرة من الأمور التي تؤثر بشكل كبير في اكتساب الطفل قدراته على الكلام ومستوى النمو اللغوي لديه فكلما زاد حجم الأسرة وازداد اختلاط الطفل بالأشخاص البالغين الذين يساعدونه على اكتساب مهارة الكلام وتعلم المفردات كلما ازداد مستوى النمو اللغوي عنده.

شاهدي ايضًا : الوزن المثالي للطفل من سن 1 حتى 12 سنة

2- الحرمان الأسري:

يلاحظ ان الطفل الذي يعيش في جو أسري يغمره الحب والحنان فأنه يكتسب مهارات النمو اللغوي بشكل أسرع من الطفل الذي يعيش في جو متوتر ومشحون أو الطفل الذي يعاني من الحرمان من أحد الوالدين أو كلاهما.

3- جنس الطفل:

أثبتت العديد من الأبحاث أن هناك فروق في النمو اللغوي بين الجنسين فكانت نتيجة العديد من الدراسات أن الفتيات يكتسبن القدرة على التكلم أسرع من الأولاد.

وكذلك أن الفتيات لديهم القدرة على التساؤل واكتساب مهارة النطق وتكوين المفردات أكثر من الذكور ويرجع بعض الباحثين هذه الفروق إلى احتمالية التقارب بين الأمهات والفتيات أكثر من البنين فتزداد نسبة التحدث بين الأم والابنة أكثر من الابن.

4- مستوى الذكاء:

لا شك أن نسبة الذكاء عند الطفل تعتبر عامل قوي ومؤثر في النمو اللغوي عند الطفل، فكلما كانت نسبة الذكاء أعلى عند الطفل فيلاحظ زيادة القدرة العقلية للطفل على اكتساب اللغة ولذلك يرتبط الضعف العقلي بالتأخر اللغوي الشديد.

شاهدي ايضًا : طريقة ماريا منتسوري في تربية الأطفال بالتفصيل

5- صحة الطفل:

بالطبع أن الحالة الصحية للطفل تؤثر في مستوى النمو اللغوي لديه حيث أن سلامة مركز الكلام في المخ أو وجود اضطرابات به لها دور كبير في قدرة الطفل على تعلم الكلام.

كذلك الصحة النفسية للطفل ومدى شعوره بالتوتر والقلق أو شعوره بالأمان فهو أمر مؤثر جدا في النمو اللغوي لدى الطفل وتطور قدرته على التعبير.

مراحل النمو اللغوي عند الأطفال

1- مرحلة البكاء:

وهي المرحلة الأولى من عمر الطفل حيث تكون طريقة التعبير عن احتياجاته وانفعالاته فقط من خلال البكاء والصراخ فهو لا يملك أي قدرة على التعبير بطريقة أخرى وتمتد هذه المرحلة منذ لحظة الميلاد وحتى السنة الأولى من عمر الطفل.

2- مرحلة المناغاة:

وتتميز هذه المرحلة بقدرة الطفل على إصدار بعض الأصوات بنغمات مختلفة ويكررها عند اللعب والضحك والبكاء وتكون هذه المرحلة ما بين الشهر الرابع تقريبا من عمر الطفل وحتى الشهر التاسع.

3- مرحلة التقليد:

ومن سمات هذه المرحلة اكتساب الطفل القدرة على تقليد الأصوات والكلمات المسموعة لديه ولكن قد يكون تقليدًا خاطئًا بسبب عدم اكتمال قدرة الطفل على نطق الحروف والأصوات بالشكل الصحيح.

كذلك قلة تدريب الطفل على نطق الأصوات بالشكل الصحيح ولكن بمرور الوقت واستمرار عوامل النمو والتعلم فتزداد قدرة الطفل على التقليد ونطق الكلمات بشكل أكثر دقة.

وغالبًا ما تمتد هذه المرحلة بين بداية السنة الثانية من عمر الطفل وحتى السنة الثالثة أو الرابعة وقد تمتد إلى السنة الخامسة في بعض الأحيان بحسب مستوى تطور قدرات الطفل.

4- مرحلة المعاني:

وفي هذه المرحلة يصبح الطفل قادرًا على الربط بين اللفظ ومعناه وما يرمز إليه كما تزداد قدرة الطفل على تكوين الجمل القصيرة ثم الجمل الطويلة وتمتد هذه المرحلة بين السنة الثانية وحتى الخامسة من عمر الطفل وتزداد المهارات الكلامية بزيادة عمر الطفل.

أسباب التأخر اللغوي عند الطفل

1- مشاكل ضعف السمع:

من المشكلات الصحية التي تصيب بعض الأطفال والتي قد لا تنتبه إليها.

الأم إلا في مراحل متأخرة لذلك لابد أن تقوم الأم بمتابعة طفلها ومدى استجابته للأصوات المحيطة.

ومدى تأثره بها مثل إنزعاجه من الأصوات المفاجئة وكذلك لابد من عمل قياس للسمع عند أحد المتخصصين في حالة شك الأم بإصابة طفلها بمشاكل في السمع.

شاهدي ايضًا : نصائح في تربية الأبناء والتعامل معهم

2- الحالة النفسية للطفل:

لا شك أن الحالة النفسية السوية للطفل وشعوره بالأمان والحنان من أبويه.

وكذلك تلقيه التشجيع من أفراد الأسرة يجعل لديه الشجاعة التي تمكنه من نطق الكثير من الكلمات.

وتعلم المزيد أما من يعاني من السخرية والتهكم والمعاملة السيئة فإنه غالبًا ما يؤثر إلتزام الصمت.

3- تأثر الطفل بالبيئة المحيطة:

كأن يكون الطفل وحيد ولا يوجد أفال في مثل سنة أو أكبر منه يشجعونه على التكلم.

أو أن يتواجد الطفل في وسط أشخاص لا يتحدثون اللغة الأم مما يؤدي إلى تأخر الطفل في تعلم النطق والكلام.

4- تأخر القدرات العقلية للطفل:

فاللغة والكلام مرتبطين بشكل أساسي بالتطور العقلي للطفل ونسبة الذكاء عنده.

فالطفل الذي يعاني من التأخر العقلي أو الإعاقة الذهنية يعاني أيضًا من تأخر القدرة على الكلام بشكل شديد.

لذلك لابد من أن يقوم الوالدين يعمل الفحوصات اللازمة للتأكد من صحة وسلامة الطفل.

5- إهمال النطق الصحيح أمام الطفل:

قد يعتقد الأبوين أن نطق الكلمات بشكل غير صحيح يساعد الطفل على تعلم نطق الكلمة.

ولكن هذا الإعتقاد خاطئ تمامًا فإنه غالبًا ما يؤدي إلى التأخر اللغوي عند الطفل بسبب تعلمه النطق الخاطئ للحروف والكلمات.

الحرمان البيئي وتأثيره في النمو اللغوي عند الطفل

الحرمان البيئي هو إنعزال الطفل عن العالم الخارجي وحرمانه من الخروج إلى الطبيعية واللعب.

والإختلاط بغيره من الأطفال والتأثير والتأثر بالمجتمع الخارجي.

وتقييد الطفل بالأجهزة الإليكترونية اللاتفاعلية مثل الموبايل والتابلت والكمبيوتر والتلفزيون.

فمثل هذه الأجهزة تعتبر أجهزة إرسال فقط والطفل يستقبل منها الصوت والصورة.

ولا يصدر أي تفاعل فتكون جميع الحواس الأخرى للطفل معطلة.

وبالتالي يتأثر النمو اللغوي عند الطفل تأثرًا سلبياً ويفقد الطفل القدرة على اكتساب مهارات النطق والكلام.

ويعتبر الحرمان البيئي والاعتماد الكلي على الاجهزة اللاتفاعلية هو السبب الأساسي.

لانتشار إصابة الأطفال بسمات التوحد وتأخر الكلام وتأخر النمو اللغوي.

وتعطل الكثير من المهارات والقدرات وكذلك تأثر النمو الحركي لدى الطفل بسبب كثرة الجلوس والتركيز على المشاهدة فقط.

دور الأسرة وتأثيرها في النمو اللغوي عند الطفل

لا شك أن دور الأسرة في تطوير النمو اللغوي عند الطفل هو الدور الأول والأساسي في حياة الطفل.

فعلى الأبوين أن يقوما بتشجيع الطفل على التعبير عن نفسه بشكل صحيح ومساعدته على اكتساب الثقة بالنفس وعدم الخوف أو التوتر.

كذلك مساعدة الطفل على الخروج إلى المجتمع والتأثر بالبيئة المحيطة والمشاركة في الأنشطة الحركية.

والتعرف إلى مزيد من الأطفال في مثل سنه أو أكبر.

وعدم التقيد بالأجهزة الإلكترونية بحجة تمضية وقت الفراغ هي من العوامل التي تؤثر إيجابيًا بشكل كبير في النمو اللغوي عند الطفل.

شاهدي ايضًا : معلومات هامة لكل أم عن تربية الاطفال

شاهدي فيديو تعليم النطق والكلام للأطفال بشكل صحيح

العوامل المؤثرة في النمو اللغوي عند الطفل قد تكون ذات تأثير إيجابي أو تأثير سلبي وذلك يتوقف على مدى اهتمام الأسرة والأم بشكل خاص في هذا العوامل.

وكيفية تنمية الإيجابيات والحد من السلبيات باعتبار الأم هى المعلم الأول والأساسي في حياة كل طفل، شاركونا بآرائكم وتجاربكم حول هذا الموضوع.

مقالات ذات صلة